غزيون اقتحموا سوق العملات الرقمية، هذا كان مصيرهم!

ملاحظة: “جميع الأسماء الواردة في هذا التقرير مستعارة ولا تمثل الاسم الحقيقي لصاحبها، حفاظًا على الخصوصية”

ما واقع سوق العملة في غزة مع العملات الرقمية؟

برغم الحصار القائم على غزة لأكثر من 10 سنوات، إلا أن غزة تواكب التطور التكنولوجي والرقمي في العالم،

بل ربما وجد الشباب الغزي في الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية آفاقًا أوسع تتخطى بهم حواجز الحصار والتضييق، كما في عالم ريادة الأعمال والعمل الحر،

غزة كانت حاضرة في هذين المجالين، وتمكنت من استقطاب وتوفير فرص عمل لآلاف الخريجين من الخارج.

وكذلك كان الحال مع العملات الرقمية، قررت غزة خوض السباق في هذا المجال وأن تضم العملات الرقمية في سوق العملة غزة، حيث ولأسباب مختلفة كان الشباب الغزي حاضرًا في السوق الرقمي بقوة،

منها البحث عن فرصة عمل، ومنها مواكبة التطور التكنولوجي، ومنها توفير فرص استثمارية طويلة الأمد،

فما هو واقع العملات الرقمية في غزة خاصة مع الهبوط الحاد في أسواق العملات الرقمية في الفترة الأخيرة؟.

قامت منصة كربتونات بمحاورة مجموعة من الشباب الغزي العاملين والمتداولين في السوق الرقمي،

وأصحاب تجربة قوية في العملات الرقمية في غزة بجميع أنواعها.

عملات كبيرة وصغيرة متداولة

يتداول الشباب الغزي مختلف العملات الرقمية، سواء كانت عملات كبيرة أم صغيرة دون التحفظ على نوع عملة رقمية معينة،

بل المجال مفتوح أمامه للتعامل مع جميع أنواع العملات في سوق العملة غزة.

حيث تداول شادي فقط هذه العملات  في لونا و xec، kda، blok، avax، أما هناء فقد تعاملت مع عملة الدوج، وعماد تداول بالبيتكوين جولد وبيتكوين كاش.

بينما جمال كان صديق  التداول مع العملات الكبيرة والصغيرة مثل: ADA، TRX، SHIB، DOGE، BTC، BNB، ETH، XRP، MATIC.

و حسن  اسثتنى عملة تيرا لونا من تداولاته بسبب ضعفها منذ البداية من ناحية مدى ارتفاع الإقبال على شرائها،

حيث اعتبر ذلك  مؤشر خطر  على عكس الآخرين.

وبالمقابل  أحمد  لم يسثننِ أي عملة رقمية، بل تعامل مع جميع العملات وبشكلٍ يومي

ولا يوجد لديه أي تحفظ على نوع العملة، بل يقوم بدراسة السوق ثم اتخاذ القرار، على حد قوله.

تجارب طويلة وتجارب قصيرة في سوق العملات الرقمية

تنوعت مدة التجربة في تداول العملات الرقمية في غزة من قبل الشباب الغزي فمنهم من تداول لأكثر من خمس سنوات،

ومنهم من اقتصرت تجربته على 11 شهر ثم قرر ترك عالم العملات الرقمية مثل الشاب عماد أما الشابة هناء تقول:

“لقد استثمرت لثلاثة سنوات قادمة، وبعد ذلك الوقت وبعد تحرير عملتي الرقمية من المحفظة، سيتأثر استثماري بحسب قيمة السوق وقتها”،

بينما أحمد فهو يعمل في هذا المجال منذ سنتين، وما زال يحاول فهم ومعرفة السوق، وجمال تجربته تمثلت في سنة ونصف تقريبًا.

في يومين، تحويل 14$ إلى 100$

في سوق العملة غزة – خاصة العملات الرقمية لم يكشف الجميع عن قيمة المبالغ المستثمرة، بينما صارحنا البعض منهم والتي تراوحت بين مبالغ كبيرة وصلت إلى 100,000 دولار،

حيث يعمل حسن في المتاجرة في العملات الرقمية وهي سوق رئيسي له، ومبالغ صغيرة بقيمة 5$،

ومبالغ متوسطة وصلت إلى 1000$ مثل شادي، والشاب عماد استثمر حوالي 8000$، بينما يؤيد أحمد الاستثمار الصغير واليومي

بمبالغ تتراوح من 10-20 $، وقد تمكن من تحويل 14$ إلى 100 دولار في يومين.

تجارب الربح ضئيلة جدًا مقارنة بتجارب الخسارة

ربما بسبب الأوضاع الحالية أثناء كتابة هذا المقال يونيو، 2022، حيث شهد سوق العملات الرقمية شهرًا صعبًا في تدهور القيمة السوقية لجميع العملات الرقمية،

كانت الآراء متفقة حول عدم تشجيع الشباب إليها، إلا أن حسن قال:

أنا أتواجد في هذا المجال من فترة طويلة جدًا ولا أنصح الشباب بالدخول إليه لأسباب كثيرة منها المخاطرة العالية التي قد لا يستطيع تحملها الشباب،

حيث يدخل الشباب بمبالغ صغيرة ماذا ستفعل أمام أصحاب الاستثمارات القوية التي دائمًا ما يتوجه السوق لمصلحتهم؟

وفي ذات الوقت لا أستطيع أن أجزم بأن العملات الرقمية لا مركزية كما يتم الترويج لها دائمًا، هناك قوى مسيطرة تقود السوق (الحيتان) حسبما ذكر.

شاركنا جمال تجربته قائلًا: أنه لم يرَ أي تجارب ربح، لقد كان الربح دائمًا يذهب إلى ما نسبته 5% من المتداولين

وهم أصحاب الاستثمارات الكبيرة (الحيتان) كما ذكر هو الآخر،

وأن 95% هي قصص فشل وخسارة، أنا أتمنى حقًا أن أغادر هذا العالم ولا أعود إليه،

أفكر فقط في استعادة ما خسرت ثم أغادر، ولا أشجع الشباب، أعرف عن قرب قصص صعبة لأصدقاء وزملاء.

بينما أحمد له رأي آخر حيث قال إنه لا يشجع الاستثمارات طويلة الأمد ولا ينصح بها للشباب، ويشجع على التداول اليومي،

والمبني على خبرة كافية ومعرفة ودراية عالية بالسوق، ويتابع أنه يساعد الكثير من الشباب في هذا المجال.

في ذات الوقت تقول زوجة أحد المتداولين بأن زوجها دخل هذا المجال وخسر كل أمواله، وقد كانت تجربة صعبة لم يتعافوا منها بعد.

كما شاركت فريدة منصة كربتونات الرأي حيث تعمل في مركز تدريب، قائلة:

أنه قد تم حظر الدورات والتدريبات المتعلقة بالعملات الرقمية في المركز بقرار رسمي من شهر تقريبًا في غزة،

ونقلًا عن تجارب زملائها تتابع قائلة أنها لا تشجع على عالم العملات الرقمية في سوق العملة غزة.

اقرأ أيضًا: أسرار الربح من تداول العملات الرقمية

بدون تدريبات متخصصة!

اتفق الجميع بلا استثناء أنهم تعلموا العملات الرقمية والتداول فيها بمجهود شخصي وبمشاركة ودعم الأصدقاء

ولم يتلقوا تدريبات متخصصة من جهات معينة بل كان التوجه فردي والاستعانة بأشخاص ذي خبرة سابقة في المجال،

يقول جمال أنه تقريبًا شاهد ودرس كافة قنوات اليوتيوب التي تتحدث عن تداول العملات الرقمية، واستعان بأصدقائه ذو الخبرة السابقة،

كما قالت الشابة هناء، أنها استعانت بزملائها أصحاب الخبرات السابقة حيث وجهوها وساعدوها في هذا المجال.

يشاركهم عماد قائلًا، لقد تعلمتها بمفردي، الانترنت ساعدني كثيرًا.

فرصة للدخل في ظل البطالة

أهداف الشباب الغزي في دخول سوق العملات الرقمي مختلفة، فمنهم من يرى فيها فرصة للدخل والربح في ظل البطالة وعدم وجود فرص عمل،

وبعضهم يرى فيها تقنية تستحق التجربة من باب المغامرة حيث كان متداول في السوق التقليدي والفوركس مثل حسن،

الذي يرى أن هذا المجال قد جذبه منذ ال 2009، العام الذي تم الحديث فيه عن البيتكوين وتدريجيًا أخذه هذا الاهتمام إلى التداول والاستثمار،

بينما يرى عماد أن العملات الرقمية خاصة في سوق العملة غزة كانت بالنسبة له مجالًا مثمرًا للاستثمار، لكنه الآن غير آراءه كليًا ويرى أنه سوق لا يمكن الاستثمار فيه.

تقول الشابة هناء لقد عانيت من البطالة وعدم توفر فرص عمل وتخرجت من الجامعة دون أي فرصة للحصول على عقد عمل من التي يتم منحها للخريجين،

ولم يروقني هذا التفرغ، وفي ذلك الوقت خلال البحث هنا وهناك تعرفت على مجال العملات الرقمية،

وعلى مجموعة كانت لديها تجربة مشجعة فبدأت الاستثمار بمبالغ صغيرة لأساعد نفسي.

أما بالنسبة للشاب شادي فقد صرح قائلًا أن مجال العملات الرقمية كان فرصته الأخيرة في خلق دخل،

بعيدًا عن الاستغلال والانتهازية على حسب قوله، حيث لم تفلح معه أي سبل أخرى، أما الآن فهو متضرر بشكل كبير

ولا يستطيع أن يثق في سوق العملات الرقمية وعاد إلى دائرة البحث والترقب من جديد.

وافقه القول تمامًا الشاب جمال حيث يقول لجأت لعالم العملات الرقمية لتحسين دخلي فالراتب لا يكفي،

وفرص العمل غير ثابتة، وأعرف أصدقاء لي لم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل نهائيًا، وأعرف من توجه من أجل تحقيق الربح السريع.

أقرأ أيضًا: الاستراتيجية الناجحة للربح من تداول العملات الرقمية

العملات الرقمية حلال أم حرام؟

يقول حسن والذي له باع طويل في التعامل مع العملات الرقمية أنه لا يستطيع الإفتاء فيها، ولكن بحسب تجربته،

فهو يرى أنها يجب أن تكون حرام فهناك قصص صعبة وتجارب قاسية وتلاعب بعواطف الشباب وخدمة لأطراف معينة

ويستشهد بحادثة لونا حيث يقول إنها تمثل عملية نصب كبيرة لعبت بها أطراف كبيرة لمصلحتها على مصير المتداولين الصغار.

بينما يعتقد شادي بأنه على أهل التخصص من الإفتاء فهمها قبل أن يعمموا الفتوى فعالم العملات الرقمية غير مفهوم بالنسبة لهم،

وعلى هذا الأساس هو لا يأخذ بالفتوى الحرام.

يتفق أحمد وجمال على أن هناك بعض المعاملات الحرام والتي تتمثل في الرافعة المالية، فهما لا يقوما بهذه المعاملات ويتفاديانها تحت مفهوم الحلال والحرام.

وقد تم منعها وحذرها في واقع سوق العملة غزة

اقرأ أكثر حول حكم تعدين العملات الرقمية حلال أم حرام

حالة نفسية صعبة وخسارات فادحة

شهد السوق الرقمي انخفاض حاد في قيمة العملات الرقمية التي وصل بعضها إلى الصفر في الشهرين السابقين،

لقد خسرت كل أموالي وكثير من أصدقائي أصبح رصيدهم سنتات، ووقع صديقي في مشكلة مع صاحب العمل الذي يعمل فيه لأنه استثمر بأموال الشركة، هذا ما قاله جمال.

وفي رد مأساوي على سؤالنا قال:

شادي أنه خسر كل أمواله ويعيش في حالة نفسية صعبة لقد توقعت أنني مقبل على الربح وتحسن دخلي بينما كانت النتيجة مختلفة تمامًا.

أما حسن فقد قال إنه لم يستثمر في لونا لقد فهم حركاتها من البداية لذا خسارتي محدودة نوعًا ما وأستطيع تعويضها لاحقًا ببعض المعاملات،

هذا واقع السوق يرتفع وينخفض، الخسارة والربح منطق السوق، لكن يجب أن يدخله من يفهمه، ونفس الشيء ينطبق على واقع سوق العملة غزة.

وفي حالة أحمد قال:

إنه يتداول بشكل يومي، وهذا بالنسبة إليه لم يلحقه بضرر كبير، ولا ينوي في التوجه للاستثمار طويل الأجل حيث يرى فيه مخاطرة كبيرة بالنسبة إليه.

العملات الرقمية تحتاج علم ومعرفة!

اتفق الجميع الذين حاورناهم على أنه يجب دخول السوق بمعرفة وعلم كبيرين، المخاطرة عالية والسوق متغير فيجب فهمه قبل القيام بأية خطوة.

وقال شادي أنه يجب على المتداولين ألا يداولوا بمصروفهم ومصروف عائلاتهم، إن كان لا بد من التداول،

فيجب التداول بمال التخزين أو خارج دائرة الالتزامات اليومية والحياتية.

وحسن يرى أنه من يفكر بالتداول يجب أن يكون صاحب رأس مال قوي حتى يستطيع الثبات في السوق

فالأموال الصغيرة لا تفعل شيئًا وتتأثر بتوجهات السوق ومصيرها الخسارة.

يؤكد جمال أن من لم يدخل السوق فيجب ألا يدخل، ومن دخل يجب أن يسرع في الخروج، وهذا ما أحاول فعله الآن، أما عماد فهو يقول:

لقد تركت السوق، لقد كانت تجربة فاشلة ويجب أن أستثمر أموالي في شيء أكثر ضمانًا لقد افتتحت مشروعي الخاص وأديره الآن محاولًا تعويض خسارتي.

السوق متقلب، وكل شيء وارد.

يصرح حسن لمنصة كربتونات أن كل شيء محتمل، هذا العالم متقلب تظهر أشياء وتختفي أشياء وقد يكون هناك فرصة للعملات الرقمية مقابل العملات التقليدية،

لا أستثني شيئًا، بينما يرى جمال وشادي أنهما لا يرون أفقًا أمامها ما لم تتغير بعض الممارسات أو تتحسن،

تقول الفتاة الشابة هناء أن هناك أمل على المدى البعيد ولهذا هي استثمرت لثلاث سنوات قادمة،

وعلى عكس زوجة أحد المتداولين تقول: من تجربة زوجي لا أعتقد.

وهكذا وضع الشباب الغزي أملهم في العملات الرقمية؛ ولكن بسبب خسارة السوق فقدوا هذا الأمل أيضًا.

منصة كربتونات تتقدم بالشكر الجزيل للشباب الغزي الذي شاركنا وقته وتجربته في سوق العملة غزة لدراسة هذه التجربة ونشر دروسها ومشاركة المعرفة مع المجتمع.

اقرأ أيضًا حول: أسباب انهيار سوق العملات الرقمية 2022