العملات الرقمية حلال أم حرام؟ هذه هي الفتوى النهائية

العملات الرقمية حلال أم حرام..؟

في ظل الجدل الكبير حول حكم ومشروعية العملات الرقمية، حلال أم حرام؟

حيث أنها تعتبر تكنولوجيا حديثة وتقنية جديدة غير مسبوقة وليس لها سوابق يمكن أن ترتكز عليها فقهيًا،

وذلك لكونها جديدة في كثير من تفاصيلها وغير مألوفة، وتقدم صورة جديدة من صور العملات، ولهذا فقد اختلف العلماء في عالمنا الإسلامي على حكمها،

فمنهم من أجاز استخدامها والتعامل بها كونها تطور تكنولوجي للمال ومستجد من المستجدات التي تستجد على الأمة وعلى العلماء أن يجتهدوا في فهمها،

لماذا حرم البعض العملة الرقمية؟

ومنهم من حرمها من باب دفع الغرر والخطر عن العامة، وكلا الرأيين لا يتوفر لديهم دليل قاطع وحاسم في هذا الشأن،

وهنا عبر منصة كربتونات سوف نقوم بجمع أهم الآراء الفقهية والأسباب التي بررها كل طرف وراء رأيه،

حتى يكون المهتمون والمتابعون لعالم العملات الرقمية على بينة وإطلاع بكافة النقاشات التي تدور في هذا العالم.

حكم العملات الرقمية

آراء العلماء في العملات الرقمية

اجتهاد الشيخ محمد بن منجد في هل العملات الرقمية حلال أم حرام

يتلخص اجتهاد الشيخ محمد بن منجد كون العملة الرقمية نازلة من النوازل ومستجدة من المستجدات التي استجدت على الأمة الإسلامية،

وعلى العلماء أن يجتهدوا في فهمها للمساعدة في الوصول إلى حكم صائب، وأن هذه القضية لا يمكن لشخص واحد أن يفتي فيها،

بل هي بحاجة إلى لجنة إفتاء متخصصة للبحث في شأنها ولا تكفي جلسة أو اثنتين،

ولكن هناك بعض المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها في إجلاء الحكم،

وعلى أهل التخصص من الفقه والاقتصاد والتقنية التعاون وصولًا إلى حكم ينفع العامة وفق ضوابطنا الشرعية.

ما هي العملة في الفقه؟

يعتبر الإمام مالك العملة هي كل ما ارتضاه الناس وجعلوه سكة (عملة مسكوكة) يتداولون بها، ولو كان من الجلد فإنه يأخذ حكم الذهب والفضة،

يمكنك القراءة هنا أكثر.

كما يرى ابن تيمية أن النقود ليس لها حد وإنما تعود إلى تعامل الناس و اصطلاحهم،

وكما جاء في قرار هيئة كبار العلماء أن النقود هي كل شيء يجري اعتباره في العادة أو الاصطلاح بحيث يلقى قبولًا عامًا كوسيطًا للتبادل.

ويرى الباحثين أن الثمينة في النقود والأوراق المالية ناشئة عن تعارف الناس واتفاقهم على إعطائها قيمة سوقية،

على عكس الذهب والفضة والتي تعتبر قيمتها ذاتية، بينما العملات المتعارف عليها الآن مثل: (الدولار والجنيه والدينار والريال)،

قيمتها نشأت من اعتماديتها من قبل جهات الصرف المركزية إضافة إلى اتفاق الناس ورضاهم على التعامل بها.

وعليه، إذا اصطلح الناس على إنتاج عملات أخرى وتعاملوا بها وأقروها فهي عملة وتأخذ حكم العملات.

آراء الباحثن حول حكم العملات الرقمية حلال أم حرام؟

ولكن في حالة العملات الرقمية يرى بعض الباحثين أن هناك مشكلة فيها وهي أنها عبارة عن رموز وأرقام

ويمكن أن تضيع بسرعة وتُفقد ثروتها في لحظات، في حين آخرون أن البرمجة التي نشأت منها العملات الرقمية

هي حقيقية وليست وهمًا، فالموثوقية والاعتمادية والإقبال عليها في تزايد.

اقرأ هنا عن ما هي العملة الرقمية؟.

ولهذا فلا يستبعد الشيخ محمد أن يكون التحريم الفقهي في بداية ظهور العملة الرقمية جاء من باب عدم الوضوح ودفعًا للغرر،

فعندما تكون المخاطر عالية جراء عدم موثوقية العملة الرقمية من أكثر من دولة وعليه فلا اعتمادية عالية عليها،

يعتبر التعامل فيها مغامرة ومقامرة، ولهذا..

يتوقع الشيخ أن يتغير الحكم لدى الجهات التي تبنت حكم “الحرام” إذا سادت وتم الاعتراف بها عامة.

ويتابع، ديننا الإسلامي دين يواكب كل المستجدات، والشريعة الإسلامية تتسع لكل جديد

ولذا قد لا نتمكن الآن من إعطاء حكمًا حاسمًا ومن غير المناسب،

ومن باب الاجتهاد والقياس وسؤال أهل العلم من الفقه والاقتصاد والتقنية يتوجب علينا دراستها وبحثها.

رأي الشيخ على محي الدين القرة داغي

حكم التداول في العملات الرقمية

كان رأي الشيخ علي محي الدين بعدم جواز التداول بالعملات الرقمية المشفرة أي “حرام”

وذلك لقوله إن الاقتصاد في الشريعة الإسلامية يقوم على التملك أي عملة لها أصل فيزيائي كارتباط العملة النقدية أو الورقية بالذهب،

وهذا ما لا يتوفر في العملة المشفرة ولنأخذ مثالًا، على اشهر العملات المشفرة وهي “البيتكوين” :

فهي عبارة عن عملة مشفرة لا تنطبق عليها شروط العملة المشروعة فلا هي عملة ولا هي سلعة ولا هي حق مالي ولا يمكن اعتبارها كبطاقات الائتمان،

وهذا بناء على دراسة فقهية لها قام بها. اقرا أكثر عن البيتكوين من هنا: قصة البيتكوين

وأضاف أنها تعتمد بشكل رئيسي على التداول والمضاربة فقط،

وهذا من شأنه أن يخلق لاحقًا فقاعة اقتصادية كبيرة، كما أنه من السهل استخدامها في غسيل الأموال والإرهاب،

كونه لا يوجد جهة رقابية أو مركزية في إدارتها ومراقبتها.

ما هوا نوع الحكم في العملة الرقمية بالنسبة للعلماء؟

ثم يعقب قائلًا أن حكم الحرام فيها ليس حكم المقاصد، بل حكم الوسائل أي أنه أخف في الحرام،

وهذا يعني أنه يمكن التجاوز عن حكم حرمانيتها في حال الحاجة الملحة والعامة مثل حال مدينة محاصرة.

وفي نفس الوقت يقدم بدائل منها، سك عملة مشفرة مرتبطة بأصل مثل الذهب أو البترول،

كما في عملة بتروكوين التي أنشأتها البرازيل أو عملة إيوان كوين التي أطلقتها الصين،

وهذا من شأنه أن يحفظ حقوق العامة وأموالهم وتكون ملاذًا آمنًا وفي نفس الوقت يسهل التعامل بها.

كما يقدم بديلًا آخرًا وهو أن تقوم البنوك الإسلامية باستخدام سلاسل الكتل أي “البلوكتشين” وإطلاق عملتها المشفرة الخاصة،

لأنه في الإسلام من المهم الحفاظ على المال حيث يستشهد بقول الإمام مالك أن العملة يجب أن يسكها الحاكم حتى يكون مسئولًا عنها، على حد قوله.

اقرأ أكثر عن البلوكتشين: ما هي تقنية البلوكتشين؟ وكيف تعمل؟

الحكم الشرعي للعملات الرقمية

رأي الشيخ عصام تليمة- من علماء الأزهر الشريف

يقول الشيخ عصام أن للمال أشكالًا متعددة منها الذهب والفضة والورق وغيره، وعندما تم استبدال العملات النقدية بالعملات الورقية اختلف العلماء في حكمها أيضًا،

وبالنسبة للمال فهو يندرج تحت أحكام المعاملات أي الأحكام المتجددة وليست الثابتة كالصلاة والصوم والحج،

ولذا فصور المال المتعددة واردة، والتعامل معها يخضع للدراسة فكما اختفت عملات كانت لها قيمتها قديمًا،

يمكن أن تستحدث عملات يتفق عليها العامة ويتم اعتمادها كعملة.

فهل العملات الرقمية حلال أم حرام؟

العملات الرقمية تمثل صورة جديدة من صور المال، ولذا كان السؤال هل هو عملة أو سلعة؟ هل له غطاء أم لا؟

شأن أي عملة أخرى، هل له قيمة سوقية ترتفع وتنخفض كالدولار مثلًا؟

ومن الاعتبارات المهمة أن أي عملة يتم التعارف عليها واعتمادها تخضع لمعيار ترتبط به مثلًا “الذهب”،

لتفادي التضخم والكساد حيث كل دولة لها قيمتها النقدية التي يغطيها رصيدها من المصرف المركزي من الذهب والفضة وغيره.

وهذا ما أدى إلى اختلاف العلماء في العملات الرقمية، لأن ليس لها أصل مادي مرتبطة به،

ولأن دول كثيرة لم تعترف بها ولذا ليس له غطاء رسمي، فهناك فريقًا أجازها من باب أنها عملة قابلة..

لأن تحل بديلًا أو اعتبارها شكلًا من أشكال المال ويتوقعون لها مستقبلًا في حال تم الاعتراف بها،

كما أنها تمثل صورة كبيرة من صور كسر احتكار الدول للمال مثل الدولار مثلًا،

وهذا بالنسبة لهم سبقًا مهمًا يخدم العامة ويخرج بالناس إلى حرية التداول.

أما الفريق الآخر فيرى عدم جوازها لأنها غير مضمونة حيث لا غطاء لها وتعرض العامة إلى مخاطر كبيرة،

قد تؤدي إلى خسارة أموال باهضة ولا توجد جهة تؤمنها أو تعوضها وهذا غرر ومخاطرة ولذا تم تحريمها من قبل هذا الفريق،

وصحيح أن التجارة فيها مخاطرة ولكن العملات الرقمية ليست سلعة، ولهذا كان هذا الاختلاف بين العلماء.

ومن المهم التنبيه أن كلا الرأيين لا يملكان دليلًا قاطعًا، إنما هي اجتهادات حسب توفر المعلومات ودراسة الواقع والتوقع،

ولذا كفرد يمكنك أن تتبع الرأي الذي يطمئن إليه قلبك، وعليه،

حسب رأي الشيخ عصام أن من أخذ بالجواز لا حرج عليه ومن أخذ بالتحريم لا حرج عليه.

اقرأ أيضًا عن: حكم تعدين العملات الرقمية، هل هو حلال أم حرام؟

هل هناك معاملات حرام في العملات الرقمية؟

نعم، إذا تم النظر إليها كعملة فهي تخضع لمعاملات المال الفقهية، فكل ما يحرم من معاملات المال تخضع له العملة الرقمية،

فيجب أن يكون مصدرها حلالًا وتنفق في الحلال، وممارسات الربا قابلة للحدوث في العملات الرقمية شأنها شأن العملات الورقية وغيرها، والربا متفق على تحريمه.

هل الاستثمار في العملات الرقمية حلال أم حرام

رأي الشيخ عبدالله السليمي

الحكم من عملة إلى أخرى يختلف، وفي أمر جواز تدوالها واقتناءها اختلف العلماء، فهل العملات الرقمية حلال أم حرام؟

بناء على قول باعتبارها “سلعة” فهي مباحة تحت قاعدة الانتفاع بها فلا بأس بشراءها واقتناءها، أما ما يدور حول التعامل والمضاربة بها والقمار عليها فهذا لا يجوز.

واعتبرت مؤسسة النقد السعودية أن متحصلات بيوع العملات الرقمية جائز دخولها في الحساب،

وإنما تم منعها تمامًا كحال المتاجرة بالفوركس من باب دفع الضرر،

ومنع استغلال الناس وأخذ أموالهم تحت مضاربات لا يفهمونها ولا يتقنونها.

وبالنسبة للمعاملات المبنية على التعامل بالقمار والخمور والتحويلات الربوية،

فلا يجوز لأن ما كان من محرم فهو محرم وفي هذه الحالة تكون العملات الورقية المقتناة من هذه المعاملات تابع يتبع لحكم حرمانية الأصل.

ما هو حكم التوكن عند العلماء؟

ويتطرق للحديث عن التوكن قائلًا:

التوكن في أصله مباح ولا بأس من التعامل به أما إذا كان أصله من منصة أرباحها من رافعة مالية أو معاملات غير شرعية فهو حرام حينئذ، ولا يجوز شراء هذه العملات.

بعض العلماء أمام إشكاليات العملات الرقمية تورع عن الدخول في تفاصيلها وحرّمها للضرر الذي يلحق بالفرد،

حيث يقول قد تكون هذه المعاملات جائزة ويُقبل عليها الكثير تحت مفهوم سرعة الثراء، لكنها تحتمل الضرر الكبير،

فمقابل سرعة ارتفاعها فهي أيضًا سريعة الانخفاض حتى قد تصل إلى أن تفقد قيمتها،

وتضيع كميات هائلة من الأموال دون قدرة على استرجاعها.

خاتمة حول موضوع العملات الرقمية حلال أم حرام

وهنا، نكون قد أوجزنا لكم أكثر الآراء شيوعًا لكبار العلماء في فقه المال..

ونضعكم أمام أراء بينة وأسباب تحدثوا بها حول هل العملات الرقمية حلالًا أم حرامًا؟

وأمام هذا الاختلاف في جوازها أو منعها …

نحن متفقون على أنها تقنية تكنولوجية أخذت بعالم المال إلى أفق مختلف وجديد سينعكس على معاملات المستقبل.

اقرأ أيضًا: توقعات كبار المستثمرين في عالم العملات الرقمية

المراجع

https://www.youtube.com/watch?v=6Q4YB1DlW3E

رأي واحد حول “العملات الرقمية حلال أم حرام؟ هذه هي الفتوى النهائية”

التعليقات مغلقة.