ما هو مستقبل الميتافيرس، سؤال يثير تساؤل العامة
تخيل معي الآن أنك تستقبل مكالمة هاتفية من شقيقك الذي سافر للدراسة في الخارج، يدعوك لحضور حفل تخرجه،
أو أنك ترغب في السفر لحضور مباراة كرة قدم لفريقك المفضل بشدة، في ذات الوقت أنت تدرك أنك إذا طلبت إجازة من مديرك لن يوافق عليها،
كما أنك سوف تكون قد عرضت نفسك للتوبيخ، لا مشكلة أنت في المستقبل الآن حيث الميتافيرس “Metaverse”،
أي أنه يمكنك حضور حفل تخرج شقيقك تماما كما لو أنك قد سافرت إلى جامعته، أو تشجيع فريقك المفضل تماما،
كما لو أنك تجلس على مقاعد الاستاد الرياضي حيث تقام المباراة،
إذا ما هو هذا العالم الرقمي المستقبلي المسمى بالميتافيرس؟ ما هي التكنولوجيا التي يعتمد عليها؟
كيف يمكننا الدخول إليه؟ هذه الأسئلة وأكثر سنجيب عليها في هذا المقال.
ما هو الميتافيرس؟
ما معنى كلمة ميتافيرس؟
يعتقد البعض أن فكرة وكلمة ميتافيرس هي مصطلح عصري حديث العهد،
لكن قبل ان نتكلم عن مستقبل الميتافيرس قبل أن أخبرك متى كان أول استخدام للكلمة دعنا أولا نتعرف على معناها ودلالاتها،
تتكون كلمة ميتافيرس أو “Metaverse” بالإنجليزية من شقين اثنين، الأول هو ميتا “Meta” والتي تعني ما وراء،
والثاني هو فيرس “Verse” المأخوذة من “Universe” بمعنى العالم،
لتتشكل لدينا كلمة “Metaverse” وبالعربية “ما وراء العالم”.
متى ظهرت كلمة ميتافيرس”Metaverse” لأول مرة؟
اسمح لي أن أصدمك الآن وأخبرك أن أول ظهور للميتافيرس كان عام 1992م في رواية الخيال العلمي “تحطم الثلج (Snow Crash)”
حيث وصفت الرواية الشخصيات بأنها تتفاعل مع بعضها البعض في عالم إفتراضي مستقبلي ثلاثي الأبعاد،
يشبه العالم الحقيقي الذي نعيش فيه، وهذا هو تماما ما يقوم عليه الميتافيرس.
بناءً على المعلومات التي طرحناها حتى الآن ما هو تعريف الميتافيرس؟
نستطيع القول أن الميتافيرس عبارة عن عالم رقمي مستقبلي ثلاثي الأبعاد، يشبه إلى حد كبير العاب الفيديو
لكن بدلا من أن تلعب من منظور الشخص الثالث، يمكنك في هذا العالم الافتراضي المستقبلي أن تتجسد بشخصية الأفاتار خاصتك
وتقضي يومك كاملا تتنقل بين الأسواق والمدن وحتى القارات، أو السفر إلى أقاصي الفضاء،
الإبحار مع الحيتان الزرقاء العملاقة لمسافات طويلة أثناء هجرتها إذا كنت من محبي الأحياء البحرية،
سيكون أمامك عالم واسع متاح لك لتفعل أي شيء تريده تقريبا، هذا هو تماما العالم الرقمي المستقبلي؛ عالم الميتافيرس “Metaverse”.
ما هي التكنولوجيا التي يعتمد عليها مستقبل الميتافيرس؟
إن تكنولوجيا هذا العالم الإفتراضي المستقبلي تعتمد بشكل رئيس على تقنتَي الواقع المعزز “AR”، والواقع الافتراضي “VR”،
قد أدى اعتماد تكنولوجيا هذا العالم الإفتراضي المستقبلي على هذه الأخيرة إلى بطء تطوره والحد من توسعه وسرعة انتشاره،
فتقنية الواقع الافتراضي “VR” تتطلب أجهزة خاصة يراها البعض باهظة الثمن، الأمر الذي يزيد من الكلفة والأعباء المادية على الراغبين
لخوض تجربة العيش داخل الميتافيرس، مستقبل الإنترنت حسب قول بعض الشركات الكبيرة الداعمة له
مثل “Facebook & Microsoft & Google“.
إضافة إلى ارتفاع الكلفة فهذه المعدات والأدوات تزيد من محدودية الحركة،
سيما إذا علمنا أن المعدات عالية الأداء تكون سلكية وكبيرة الحجم بالعادة.
نقترح عليك هذا المقال: أشهر 10 أجهزة ميتافيرس تجعل تجربتك حقيقية جدًا.
كيف يمكن الدخول لعالم الميتافيرس في المستقبل؟
كي تخوض تجربة الغوص داخل هذا العالم الافتراضي وتتقمص شخصية الأفاتار خاصتك وخوض أفضل تجربة على الإطلاق في الوقت الراهن،
يتوجب عليك شراء نظارات الواقع الافتراضي مثل نظارات “Oculus VR”.
يوجد في الوقت الراهن أدوات ومعدات أخرى للميتافيرس غير نظارات الواقع الافتراضي،
فشركة فيسبوك مثلا تقدم سماعات رأس قائمة بذاتها لا تحتاج إلى توصيل بجهاز الحاسوب أو غيره،
لكن عليك أن تأخذ بعين الاعتبار أنه يتوجب عليك دفع نحو 300 دولار لامتلاك وادة منها، وقد يبدوا المبلغ هذا لا شيء
إذا أخبرتك أن هنالك أدوات ونظارات واقع افتراضي تبلغ قيمتها أربع أضعاف هذا المبلغ والتي سوف تمنحك تجربة أكثر واقعية بالتأكيد،
في حال كنت تريد أن تكون من السباقين ولا تواجه مشكلة في دفع مبلغ يفوق ال 1000 دولار على تكنولوجيا العالم الافتراضي الحديثة نسبيا،
كل ما سيكون عليك فعله بعد ذلك هو تصميم شخصية الافاتار خاصتك والترحال في عالم الميتافيرس.
يجدر الذكر أنه يمكنك الدخول لعالم الميتا فيرس عن طريق الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب العاملة بنظام اندرويد،
إضافة لأجهزة ايفون، تستطيع تحميل تطبيق “Quest v 34” الذي أعلن عنه مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ،
الذي سيكون أول تطبيق يتيح لنا دخول هذا العالم الافتراضي المستقبلي عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب،
كما سيكون بمقدروك تحميله عن طريق متجر “Oculus Quest Store” أو “App Lab”.
ننصحك بقراءة هذالمقال بعنوان كيف أدخل إلى الميتافيرس؟ في 4 خطوات سهلة واستمتع بالتجربة
ما هي الشركات الداعمة للميتافيرس “Metaverse”؟
لعل في تحويل اسم شركة فيسبوك “Facebook” إلى ميتا “Meta” تأكيدا علنيا وصريحا من مارك زوكربيرغ
لدعمه للميتافيرس وتكنولوجيا العالم الرقمي المستقبلي ككل.
زيادة في التأكيد قامت شركة ميتا “Meta” -فيسبوك سابقا – بتوظيف 10 الاف شخص للعمل على مشاريع الميتافيرس
التي رصدت لها مبلغ 10 مليارات دولار هذا العام وحده 2022، الذي يعد أكبر من ميزانيات بعض الدول.
أما شركة مايكروسوفت “Microsoft” فتشارك في تكنولوجيا العالم الرقمي المستقبلي من خلال منصتها “Microsoft Mesh”
بينما تقوم على جعل الاجتماعات وعمليات التواصل في قطاعات العمل المختلفة حية أكثر وثلاثية الأبعاد.
وتساهم العديد من الشركات الأخرى في نمو تكنولوجيا العالم الافتراضي وبناء عالم الميتافيرس،
فشركة “Roblox” مثلا تعمل على صناعة عالم ضخم من الألعاب يستطيع اللاعبون فيه صنع عوالمهم الخاصة وهذا كله داخل عالم الميتافيرس.
تقدر شركة ماكينزي للاستشارات الإدارية حجم الاستثمارات المرتبطة بالميتافيرس خلال الأشهر الخمسة الأولى فقط من العام الجاري 2022
نحو 120 مليار دولار، كي يتضح حجم المبلغ بصورة أكبر، أستطيع إخبارك أنه يكفي
لبناء 80 ناطحة سحاب تعادل في طولها برج خليفة أطول ناطحة سحاب في العالم.
نرشح قراءة المقال التالي حول: منصات الميتافيرس الشهيرة في العالم
ما هي التحديات في الوقت الحاضرالتي تنعكس على مستقبل الميتافيرس؟
حتى هذه اللحظة، لا أحد متأكد من الصورة النهائية التي سيكون عليها الميتافيرس، وهناك أيضًا أسئلة حول من سيتحكم أخيرًا في هذه البيئة الافتراضية،
بمعنى أنه هل سيكون لا مركزيا مثل الإنترنت الحالي، أم أن مجلس أدارة يضم الشركات الكبيرة التي تقوم على بناء العالم الرقمي
سيتولى حكم الميتافيرس “Metaverse” وإنشاء القوانين الوضعية وإلزام الجميع بها.
يتطلب الميتافيرس تقنيات وبنية تحتية غير موجودة حاليًا، فالشكل الحالي للإنترنت يختلف تماما عن الميتافيرس والعالم ثلاثي الأبعاد،
كما أن إنشاء عالم موازٍ للعالم الحالي يتطلب مالا وجهدا كبيرين، وحتى عند إيجاد البنية التحتية لعالم رقمي،
سنكون أمام تحدي تعليم من هم معتادون على استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح عند استخدام الانترنت التقليدي،
على أدوات ومعدات انترنت الميتافيرس “Metaverse”.
ماهي الانتقادات يواجها الميتافيرس؟
يشير بعض الخبراء والمختصين في علوم التكنولوجيا الذين يدرسون مستقبل الميتافيرس إلى أن بيانات الواقع الافتراضي هي بيانات حيوية قابلة للقياس أي بيانات بيومترية
في مثل هذه الحالة يكون بمقدور مزود الخدمة تسجيل جميع الخصائص السيكولوجية، والسيكولوجية الشخصية والسلوكية للأشخاص،
الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للجرائم الإلكترونية.
في النهاية شئنا أم أبينا سوف يتطور الانترنت ولن يعود في السنين القادمة كما هو الآن،
كما أن التحسن والتطور المستمر هو سنة الحياة، حسب ما يقول مارك زوكربيرغ
فإن الميتافيرس سيحل محل الإنترنت التقليدي خلال 10 سنوات،
ما رأيكم أنتم بهذا هل ترون أن مارك مصيب في تقدير الفترة الزمنية التي سوف ينتشر فيها الميتافيرس؟
وفي حال انتشاره حقا هل سيكون مستوى الأمان والرقابة كما هو في الانترنت الذي نستخدمه الان أم أن لديكم رأيا آخر؟
إذا كنت مهتما حقا بالدخول إلى الميتافيرس في المستقبل نقترح عليك قراء هذا المقال: أشهر 10 عملات ميتافيرس، لن تدخل الميتافيرس إلا بها