هل يمكننا الوثوق في بورصات العملات الرقمية بعد إنهيار FTX؟

إنهيار FTX الذي بدأ نهايات عام 2022، أتي إنذاراً معقباً لكل طامع في الربح السريع عبر سوق العملات الرقمية الناشئ.

لا يأتي المال بهذه السهولة ويبقي بالتهاون.. هذا ما تعلمه مالك المنصة وكل من عمل بها.

حيث أعلنت بورصة (FTX) التي كانت في مثل هذا الوقت من السنة الماضية، واحدة من أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم،

إفلاسها بعد الكشف عن ممارساتها التجارية التي أدت إلى زيادة عمليات سحب العملاء دون وجود أموال كافية للوفاء بعمليات السحب.

لقد ساهم هذا الحدث بالتأكيد فى اضطراب سوق العملات الرقمية بالكامل وتراجع اعداد المتداولين خوفاً من تكرار التجربة مع المنصات الأخري،

وقد حدث بالفعل إنهيار عدة منصات كبيرة أخري مثل BlockFi.

بالإضافة إلي تقرير منصة تحليل بيانات العملات الرقمية « CryptoCompare » أنه خلال عام 2022، شهدنا نهاية « السوق الصاعدة » وبداية دورة هابطة،

والتي توفر للمشاركين في سوق العملات الرقمية فرصة للتراجع، والتفكير في تطورات الصناعة، والتخطيط للمستقبل.

لكن هذه النهاية لم تكن مرضية للمستثمرين في السوق الذين فقدوا ثقتهم في منصات وبورصات التداول،

بعد الكشف عن السلوك المشين الذي سلكته ftx قبل إنهيارها وتسببت في خسائر فادحة عقباً لذلك،

حيث تصاعدت وتيرة الدعوات في العالم في العام الجاري إلى تنظيم أسواق العملات الرقمية المشفرة.

ولكن هل من المتوقع بالفعل أن يتم هذا قريباً ؟

وهل يمكننا الوثوق في بورصات العملات الرقمية مجدداً بعد الكشف الأخير؟

دعونا نتتبع ما أدلي به الخبراء مؤخراً حول ذلك..

ماذا بعد إنهيار ftx؟ السبب والنتيجة

هل يمكننا الوثوق في بورصات العملات الرقمية بعد إنهيار FTX؟
لماذا من الصعب تنظيم قطاع تداول العملات الرقمية ؟

إن « سقوط منصة (FTX) هو نتيجة لممارسات تجارية محفوفة بالمخاطر وغير أخلاقية، بما في ذلك تضارب المصالح بين الكيانات المتشابكة بشدة، وقرارات إقراض أصول العملاء دون إذن»

كان هذا رأي الرئيس التنفيذي لشركة “كوين بيس” المتخصصة بالعملات الرقمية براين أرمسترونغ، في مقال نشرته شبكة “CNBC” الأميركية،

حيث صرح «في أعقاب أحداث هذا الأسبوع، نشهد بالفعل دعوات لمزيد من التنظيم لقطاع العملات المشفرة، مع قيود أكثر صرامة على الوصول والابتكار،

إلا أن المشكلة تكمن في أنه حتى الآن، رفض المنظمون الأميركيون تقديم لوائح واضحة ومعقولة للعملات المشفرة من شأنها حماية المستهلكين».

ويقول أرمسترونغ إنه كان من الصعب التعامل مع تنظيم العملات المشفرة في الولايات المتحدة،

حيث فشل المنظمون حتى الآن في توفير إطار عمل معقول لكيفية تقديم هذه الخدمات بطريقة آمنة وشفافة،

وهذا يعني أن مجموعة كبيرة من المنتجات المالية الموجودة في سوق العملات المشفرة،

بما في ذلك الإقراض والتداول بالهامش والبيع على المكشوف والأدوات الأخرى التي تكون قانونية تماماً ومنظمة في الأسواق المالية التقليدية كلها لا تزال غير منظمة في سوق العملات المشفرة،

ونتيجة لذلك، كان المستهلكون الأميركيون والمتداولون المتقدمون على حد سواء يتعاملون مع منصات خارجية محفوفة بالمخاطر خارج الولاية القضائية،

وخارج الحماية التي يقدمها المنظمون الأميركيون.

ويشير أرمسترونغ إلى أن أكثر من 95% من نشاط تداول العملات المشفرة الذي يقوم به الأميركيون يحدث في البورصات الخارجية.

كما يلفت إلى أنه من بين الأسباب التي جعلت بورصة (FTX) قادرة على فعل ما فعلته هو أنها تعمل في جزر الباهاما،

وهي دولة جزرية صغيرة مع القليل جداً من الإشراف التنظيمي والقدرة على الإشراف على أعمال الخدمات المالية،

وهذا ما أغرى شركة (FTX) بأن تخاطر دون الخوف من أية تداعيات.

هل يمكن تنظيم سوق العملات الرقمية بعد كل هذا؟

يقول أرمسترونغ إنه على المدى الطويل تتمتع صناعة التشفير بفرصة لبناء نظام أفضل،

باستخدام التمويل اللامركزي والمحافظ ذاتية الوصاية التي لا تعتمد على الثقة بأطراف ثالثة مثل البورصات .

وبدلاً من ذلك، سيتمكن العملاء من الوثوق في التعليمات البرمجية والرياضيات،

ويمكن أن يكون كل شيء قابلاً للتدقيق علناً، إلا أن المنظمين يحتاجون لوضع قواعد واضحة تُنظم سوق العملات المشفرة وتشجع الابتكار وتحمي المستهلكين.

ويشير الرئيس التنفيذي لشركة “كوين بيس” إلى أنه يوجد في العالم أكثر من 200 مليون مستخدم للعملات المشفرة،

إضافة الى أن بعض الدول بدأت في تجريب برامج العملات الرقمية وقبول بيتكوين كعملة قانونية،

أما الولايات المتحدة فلديها فرصة أخذ زمام المبادرة من خلال توفير تنظيم واضح للأعمال التجارية، أو المخاطرة بخسارة محرك رئيسي للابتكار والمساواة الاقتصادية.

وعلي اي حال، من الواضح أن صناعة التشفير ستستمر نحو التطور والابتكار،

بغض النظر عما يعانيه السوق و ما تؤول إليه المنصات.

وبينما تتسلل شبكة الويب 3 بثبات إلى الحياة اليومية للناس على مستوى العالم ،

هناك الكثير مما يجب القيام به فيما يتعلق بالممارسات الأمنية في هذا المجال، وهذا ما يتنافس المطورين علي تحقيقه،

وقد قدم إلينا بالفعل فريق من الخبراء في البلوكتيشن برنامج Web3 Antivirus ،

كطريقة مبدئية لحماية معاملاتنا علي شبكة الويب 3.0 والحصول علي تحليل موثوق لما يتم منها.

لا يمكننا الوثوق في بورصات التداول بعد الآن؟

من الواضح أن إنهيار ftx، ضرره الأكبر عائد علي بورصات التداول عامة، فلا شيء سيعيد الثقة إلي العملاء المتضررين،

ولن تتوقف دعوات تنظيم قطاع العملات الرقمية وتعيين رقابة عليه لضمان حقوق المستخدمين.

وكما أعترف مؤسس منصة باينانس تشانغ بينغ تشاو : «سقوط منصة FTX هو سيئ للجميع وللقطاع ككل، خروج FTX من منافستنا ليس جيداً لنا،

الجهات التنظيمية الحكومية ستلاحق الجميع وستكون مشددة أكثر وسيصعب الحصول على الرخص».