هكذا تجاوز بوتين العقوبات على روسيا 2022

العقوبات على روسيا 2022 وخطة بوتين المفاجئة للأمريكيين…

ما الذي تعرفه روسيا عن مصداقية العملات الرقمية، لذا لم تلجأ إليها لتتخطى العقوبات الدولية التي فرضتها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية؟

سؤال مهم، وخطوة تحتاج إلى دراسة من المهتمين بسوق العملات الرقمية، تعالوا نتابع أصل القصة.

بعد أيام من شن روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير من هذا العام، فرضت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي،

العقوبات على روسيا 2022، بهدف دفع موسكو إلى أزمة اقتصادية من شأنها أن تؤدي إلى تراجع عسكري.

وفي نفس الوقت مع فر العقوبات على روسيا، صرح مسؤولون أمريكيون من أن روسيا سوف تلجأ إلى العملات الرقمية للهرب من القيود الاقتصادية المفروضة عليها،

بل وقد  أعلنوا عن سيناريو الهروب الذي ستتخذه روسيا باستخدام العملات الرقمية.

وكان أحد أحد السيناريوهات المحتملة هو أن المعدنين الروس سيستفيدون من احتياط الطاقة الوفيرة في البلاد لتعدين البيتكوين (BTC)

ثم يستخدمون المحافظ غير المستضافة لنقل عملات البيتكوين هذه من خلال سلسلة من معاملات التشفير المشبوهة،

والتي تتضمن على الأرجح النقل المتتالي، معاملات النظير للنظير ( P2P)، وتحويلها إلى دولارات أمريكية لدفع ثمن البضائع. 

وتم بالفعل استخدام تورنادو كاش Tornado Cash في حالة مشابهة وتم استخدامه لغسل حوالي 9 مليارات دولار ،

لذلك هذا يعتبر خيارًا ممكنًا بالنسبة للمسئولين الأمريكيين.

ولكن، حدث ما هو غير متوقع من السياسة الروسية!

بعد سبعة أشهر تقريبًا من فرض العقوبات وإعلان الحرب، روسيا فاجأت الجميع ولم تستخدم العملات الرقمةي، إذًا ماذا فعلت، ولماذا؟

في الواقع تم توجيه القليل جدًا من الأموال الروسية من خلال العملات الرقمية، وفي أبريل…

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن تداول الروبل اليومي في العملات الرقمية ارتفع إلى 6.6 مليار روبل (46 مليون دولار أمريكي)

في الأيام التي أعقبت الغزو الروسي، قبل أن ينخفض بسرعة إلى مليار روبل حوالي (7 ملايين دولار).

وما زال حجم تداول العملات الرقمية في روسيا يتضاءل، حيث يتراوح حجم تداول الروبل على مدار 24 ساعة (USDT)،

وحاليًا بين 10 و 100 ملايين روبل يوميًا بانخفاض عن قمته التي بلغها 4.3 مليار روبل في أوائل مارس.

ما هو التفسير إذًا؟

يبدو أن كلمات تود كونكلين، رئيس محفظة الأمن السيبراني، قد أثبتت صحتها، حيث قال في مارس هذا العام: 

“لا يمكنك تبديل التحول بين عشية وضحاها وإدارة اقتصاد كامل على العملات الرقمية، لأنه باختصار ليس هناك سيولة كافية”.

يرى الخبراء أن العملات الرقمية ثغرة متاحة جدًا أمام نجاة روسيا، لكن حتى الآن لم نر أي علامات على أي جهود روسية قوية،

سواء – حكومية أو غير حكومية – لتعزيز سيولة العملات الرقمية، من أجل الاستناد على العملات الرقمية وفرصها المتاحة .

الرئيس الروسي يتجاهل العملات الرقمية لتجاوز مشاكل الاقتصاد ببديل آخر وهو:

يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه خطته البديلة، فهو يعمل جاهدًا، في بناء خطة مالية بديلة لمواجهة نظام الاتصالات المالية SWIFT القائم على الدولار.

ويشمل ذلك منافس SWIFT الروسي SPFS (وهو عبارة عن نظام تحويل الرسائل المالية) ومنافس فيزا / ماستركارد، مدفوعات MIR.

عززت موسكو بشدة برنامجها المالي بجذب الشركاء التجاريين مثل لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين:

مثل الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ونستطيع أن نقول أن حوالي عشرين بنكًا وقعوا من حوالي اثني عشر دولة على البرنامج المالي البديل لروسيا (SPFS)،

بما في ذلك الهند وتركيا وإيران والصين وألمانيا وأرمينيا وسويسرا.

وأيضًا اعتمدت خمسة بنوك تركية نظام المدفوعات الروسي (MIR) في يوليو،

وتجري حاليًأ مع إيران محادثات متقدمة للانضمام إلى الشبكة، كما صرحت الهند وكوبا وسريلانكا عن اهتمامها بالانضمام إلى برنامج MIR.

هذا يجعلنا نفكر مجددًا في: هل حقًا لا أحد يتحكم في العملات الرقمية؟!

ماذا نرى في الحل البديل للرئيسي الروسي لتجاوز العقوبات على روسيا 2022؟

تشير استجابة بوتين للعقوبات إلى أنه ورفاقه ينظرون إلى الأدوات والأنظمة المالية التقليدية على أنها أكثر قابلية للاختراق من العملات الرقمية،

ويبدو فعلا أن الرئيس الروسي يعتقد أن بناء شبكة مالية تقليدية، وألا تكون غربية وبنظام أمريكي مراقب، يوفر طريقة أفضل للتهرب من العقوبات من العملات الرقمية.

هل الرئيس الروسي بوتين على حق؟!

يمكن القول أنه على حق، وذلك للأسباب التالية:

  • أن بيانات المعاملات في النظام المالي التقليدي ضخمة بشكل لا يمكن التغلب عليه ومن المحتمل أن تكون مليئة بالأخطاء. 
  • الأنظمة المالية التقليدية لديها نظام مراقبة أمريكي، مثلًا على أنه إذا رأى البنك سلسلة من المعاملات بقيمة 9999 دولارًا، (غالبًا ما يكون 10000 دولار هو حد الإبلاغ)، فيجب عليه إرسال تقرير نشاط مشبوه (SAR) إلى شبكة متابعة الجرائم المالية الأمريكية.

ماذا ترى؟

هل توافق الرئيس الأمريكي بوتين في خطته البديلة لتجاوز العقوبات على روسيا 2022؟

أم ترى أنه فقد فرصته في الاعتماد على العملات الرقمية ونظامها المنيع المبني على تقنية البلوكتشين؟

اكتب لنا رأيك في التعليقات.